کد مطلب:239472
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:152
تشیع الایرانیین
هذا .. و لیس تشیع [1] الایرانیین بالأمر الذی یحتاج الی اثبات، بعد أن تقدم معنا : أن دولة العباسیین ما قامت الا علی أساس الدعوة للعلویین، و أهل البیت .. و بعد أن رأینا الخراسانیین یظهرون النیاحة علی « یحیی بن زید » سبعة أیام، و كل مولود ولد فی خراسان فی سنة قتل یحیی سمی ب« یحیی » [2] بل یذكر البلاذری : أنه لما استشار المنصور عیسی بن موسی فی أمر محمد و ابراهیم ابنی عبدالله بن الحسن، فأشار علیه بأن یولی المدینة رجلا خراسانیا، قال له المنصور : « یا أباموسی ان محبة آل أبی طالب فی قلوب أهل خراسان ممتزجة بمحبتنا، و ان ولیت أمرها رجلا من أهل خراسان حالت محبته لهما بینه و بین طلبهما، و الفحص عنهما، و لكن أهل الشام قاتلوا علیا علی أن لا یتأمر علیهم لبغضهم ایاه الخ .. » [3] .
و قد تقدم معنا : كیف وصف المؤرخون ما جری فی نیشابور، حین دخلها الامام الرضا، و سیأتی فی فصل : خطة الامام، وصف ما جری فی مرو حینما خرج الامام لیصلی بالناس .. و لقد عرفنا أیضا : كیف فرق الامام الرضا الناس عن المأمون . عندما أرادوا قتله، انتقاما للفضل بن سهل ..
[ صفحه 172]
بل لقد بلغ من حب الایرانیین لأهل البیت أن المأمون كان یخشی علی نفسه أن یقتلوه، لو أنه أراد أن یرجع عن البیعة للامام الرضا بولایة العهد [4] .
و یقول جرجی زیدان : « و كان الخراسانیون، و من والاهم من أهل طبرستان و الدیلم، قبل قیام الدولة العباسیة، من شیعة علی؛ و انما بایعوا للعباسیین مجاراة لأبی مسلم أو خوفا منه .. » [5] .
و قال أحمد أمین: « .. ان الفرس یجری فی عروقهم التشیع .. » [6] .
و یقول الدكتور الشیبی : « .. ان الفرس قد عادوا الی التشیع، بعد أن نزلت بهم ضربة السفاح أولا، ثم المنصور، ثم الرشید .. » [7] .
و یقول أحمد شلبی : « .. انه ربما كان سبب أخذ المأمون للرضا العهد، هو أنه یرید أن یحقق آمال الخراسانیین، الذین كانوا الی أولاد علی أمیل .. » [8] .
[1] قد تقدم منا ما نقصده بكلمة « التشيع » في هذا الكتاب ؛ فلا نعيد.
[2] مروج الذهب ج 3 ص 213، و شرح ميمية أبي فراس ص 157، و ليراجع أيضا نزهة الجليس ج 1 ص 316 ؛ فان فيه ما يشير الي ذلك ....
[3] أنساب الأشراف للبلاذري ج 3 ص 115.
[4] تاريخ التمدن الاسلامي المجلد الثاني، جزء 4 ص 440.
[5] نفس المصدر و المجلد، و الجزء ص 232 . و لا يهمنا هنا مناقشة جرجي زيدان فيما جعله سببا لبيعتهم للعباسيين، و لعل ما قدمناه في فصل : قيام الدولة العباسية كان في ذلك.
[6] ضحي الاسلام ج 3 ص 295.
[7] الصلة بين التصوف و التشيع ص 101.
[8] التاريخ الاسلامي و الحضارة الاسلامية ج 3 ص 107.